مئات المهاجرين يعتصمون وسط باريس للمطالبة بالاعتراف بهم كـ"قاصرين"
مئات المهاجرين يعتصمون وسط باريس للمطالبة بالاعتراف بهم كـ"قاصرين"
نصب مئات المهاجرين خياماً في وسط العاصمة الفرنسية باريس لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة بتأمين سكن لهم باعتبارهم "قاصرين"، وذلك في احتجاج مستمر أمام مجلس الدولة الفرنسي.
على بعد خطوات من متحف اللوفر الشهير يقبع ما مجموعه 350 مهاجراً وصلوا مؤخراً إلى الأراضي الفرنسية، وتقدموا جميعهاً باستئناف أمام قاضي الأحداث للاعتراف بهم كقاصرين، وفق موقع راديو مونت كارلو.
ولم تعترف الإدارات الفرنسية بهم بهذه الصفة لعدم وجود وثائق رسمية تثبتها، وذلك بعد مقابلات فردية تم تفويضها إما إلى خدمات المساعدة الاجتماعية للطفولة أو إلى جمعيات تعنى بشؤون الهجرة.
ويأتي معظم هؤلاء المهاجرين من غينيا وساحل العاج والسنغال ودول الشمال الإفريقي والكاميرون وبعضهم من أفغانستان.
وتطالب الجمعيات بأن يتم إيواؤهم مؤقتاً في 3 صالات للألعاب الرياضية، اثنتان في الضواحي وواحدة في باريس.
وبالنسبة لقاطني الحي الراقي، فيختلف شعور السكان بين الغضب تجاه "الحكومة التي لا تفعل شيئاً" والاستياء من "وضع حالة الفقر هذه موضع فرجة".
ويقول بعضهم في مقابلات مع الصحافة، إن فرنسا "لا تستطيع تحمل كل البؤس في العالم"، فيما حزن آخرون على "المشهد الذي يعكس حالة البؤس لدى المهاجرين".
برد ونقص الغذاء
حول المخيم، يلتقط السائحون صور سيلفي مع متحف اللوفر، لكن الخيام تثير اهتمام الآخرين، يأتي البعض لرؤية أليس برتراند، وهي جزء من جمعية يوتوبيا 56، من أجل فهم أفضل.
وتدعو إلى اتخاذ إجراء سريع قائلة: "مع حلول البرد، ونقص الطعام، لم يعد الكثير من الشباب يأكلون، ولم يعودوا يتكلمون، وبدأت الأفكار المظلمة تراودهم، قررنا الاستقرار هنا بشكل غير قانوني لطلب سكن فوري".
ينتظر معظم المهاجرين الشباب قرار المحكمة، ويأملون في الاعتراف بهم على أنهم قاصرون غير مصحوبين بذويهم.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد إسبانيا وإيطاليا من نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.
وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.
ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.